بيت حانون: صفعة في التوقيت والمكان

 يأتي الهجوم النوعي في بيت حانون في لحظة حرجة سياسيًا وعسكريًا، ويحمل دلالات عميقة على أكثر من صعيد، أبرزها ما يلي:

1. صفعة في واشنطن:

يتزامن الحدث مع وجود نتنياهو في العاصمة الأمريكية، في زيارة مفصلية تتعلق بمستقبل الحرب وصفقة التبادل، لتأتي الضربة من غزة وتحرجه أمام حلفائه وعلى رأسهم إدارة ترامب، وتؤكد أن المقاومة ما زالت تملك أوراق القوة.

2. استمرارية الفعل المقاوم:

الهجوم جاء بعد أيام من عملية مركبة في خانيونس، ليؤكد أن المقاومة ما زالت قادرة على التخطيط والتنفيذ من النقطة صفر، رغم مرور عام وتسعة أشهر على الحرب.

3. فضح الرواية الإسرائيلية:

ادّعى الاحتلال أنه "مسح" بيت حانون عن الخارطة، لكن العملية من قلبها أثبتت زيف هذا الادعاء، وكشفت عن عجز استخباراتي وميداني كبير.

4. صراع داخل القيادة الصهيونية:

تأتي العملية في ظل شرخ متصاعد بين رئيس الأركان ونتنياهو والكابينت، ما يزيد الضغط على المؤسسة السياسية، ويبرز تآكل الثقة بين الجانبين.

5. فشل "عربات جدعون":

العملية كشفت هشاشة هذه المنظومة المتطورة، التي عجزت عن رصد التحركات أو منع تنفيذ الهجوم، ما يمثل انتكاسة أمنية جديدة.

6. ضربة لمشروع المنطقة العازلة:

قبل ساعات فقط، تحدث وزير الحرب "كاتس" عن إقامة منطقة عازلة شمال غزة، لكن عملية بيت حانون نسفت هذا الطرح، وأكدت أن اليد الطولى ما زالت للمقاومة.

7. مفاضلة صعبة: الأسرى مقابل القتلى:

في الوقت الذي يستعد فيه الاحتلال للإفراج عن 8 أسرى ضمن الصفقة، يخسر 8 جنود في ضربة واحدة. هذه الكلفة البشرية ستكون لها ارتدادات قاسية في الجبهة الداخلية الصهيونية.

 خلاصة:

عملية بيت حانون ليست حدثًا عابرًا، بل هي رسالة استراتيجية قاسية تؤكد فشل سياسة الحسم العسكري، وتعكس قدرة المقاومة على إدارة معركة استنزاف ذكية، تربك الاحتلال في التوقيت والميدان والتفاوض.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025