نعيم قاسم يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر وقرار حزب الله "جبهة الدعم"

حضارات

مؤسسة حضارات

ترجمة حضارات 

N12:

نعيم قاسم يتحدث عن "عملية النداءات اللاسلكية (البيجر)" والقرار المصيري لنصر الله

نعيم قاسم يتحدث عن التردد المصيري لنصر الله – الذي كان قد يُغير وجه المعركة كلها: "كان هناك فهم أنها قد تُثمر نتائج غير عادية"

في مقابلة مطولة مع قناة الميادين اللبنانية، وصف نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، النقاشات التي جرت صباح السابع من أكتوبر، حيث تقرر في نهاية المطاف الدخول إلى "جبهة الدعم".

قاسم يكشف تفاصيل جديدة عن عملية "البيجرات": "نوع المادة المتفجرة كان استثنائيًا، فاختباراتنا لم تتمكن من اكتشافها."

لكنه يرفض الكشف عن الوضع الحالي للتنظيم – وعلى الرغم من الغارات شبه اليومية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان، فإنه يهدد: "إذا هاجمت إسرائيل، فلن نقف متفرجين."

توقعات حماس بتدخل حزب الله وقرار مجلس الشورى: "ندخل إلى جبهة دعم"

في المقابلة، يروي قاسم اللحظة التي علم فيها نصر الله بهجوم حماس المفاجئ: "بعد نصف ساعة من انطلاق عملية طوفان الأقصى (مجزرة 7 أكتوبر) – وصلته المعلومة. حماس كانت تنتظر لترى ماذا سيفعل حزب الله، آملةً أن يفتح جبهة واسعة – من منطلق أن هذه معركة استثنائية يمكن أن تُثمر نتائج غير عادية."

أوضح قاسم أنه لا يمكن اتخاذ قرار دراماتيكي كهذا خلال وقت قصير، بل كان من الضروري التشاور قبل تنفيذ أي خطوة. "فكرة نصر الله كانت إصدار أوامر في اليوم التالي لقصف مزارع شبعا (جبل الروس)، بحجة أنها أراضٍ لبنانية محتلة. كان واضحًا أن الإسرائيليين سيردون – ونحن سنرد على ردهم بشكل أوسع. في الأثناء، نواصل مناقشة مدى تدخلنا."

بعد ذلك، وعندما بدأت مواجهة منخفضة الشدة نسبيًا بين (إسرائيل )وحزب الله، انعقد مجلس الشورى وقرر – عدم الانخراط في حرب شاملة وإنما في "جبهة دعم". جاء القرار من رغبة في التحكم بمستوى التصعيد، ومن إدراك أن الحرب الشاملة قد تفضي إلى نتائج غير متوقعة. 

"بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على الدعم، تبلور القرار في مجلس الشورى ولدى نصر الله بأننا نقاتل ضمن جبهة دعم وليس في حرب شاملة."

شرح قاسم أن حزب الله استطاع عبر هذه الجبهة المحدودة تحقيق أهدافه مع تقليل الأضرار على لبنان، ودون جرّ الولايات المتحدة إلى المعركة: "لو دخلنا حربًا شاملة، لكان هناك دمار وتدخل أمريكي. الأمور كانت ستتوسع أكثر من اللازم – دون أن نحقق أهدافنا. أما من خلال ’جبهة الدعم‘ – فقد حققنا الأهداف: سحب قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى الشمال، التسبب بإخلاء السكان لخلق أزمة اجتماعية، اقتصادية وأمنية – والتسبب بخسائر بشرية."

عملية "البيجر": "نوع المادة المتفجرة كان استثنائيًا"

تطرق قاسم إلى عملية "البيجر"، العملية "الظاهرة" التي نفذتها (إسرائيل ) وكانت خطوة افتتاحية نحو عملية "سهام الشمال". "أقمنا لجنة تحقيق مركزية بعد الهجوم بالبيجرات، وهي ما تزال تعمل حتى الآن ولم تنه عملها بالكامل. أنشأنا أيضًا لجانًا فرعية للتحقيق في كل موضوع محدد – مثل الجهاز الذي كان بحوزة نصر الله أو صفا الدين واغتيالهما."

نعيم قاسم يروي استنتاجات أولية من اللجنة، وثغرات الأمان التي استغلتها (إسرائيل) : "الموضوع بدأ بثغرة كبيرة كانت لدينا في عملية الشراء، لأننا اعتقدنا أنها تمت بطريقة سرية وغير قابلة للكشف، عبر آليات معينة ومن خلال عدة دول، بحيث لا يُعرف أنها موجهة لحزب الله. لكن تبين أن ذلك لم يكن صحيحًا – بل كان مكشوفًا."

حسب قاسم، الشركة الأم التي باعت الأجهزة كانت على اتصال مع الإسرائيليين، أو أن (إسرائيل) نجحت في التدخل أثناء تصنيع البيجرات وزرعت فيها المتفجرات. قاسم يضيف أن البيجرات تم شراؤها خلال السنة ونصف الأخيرة. "تبين أن نوع المادة المتفجرة المزروعة في البيجر كان استثنائيًا، من النوع الذي لم تتمكن اختباراتنا من اكتشافه،" قال قاسم. وختم: "يمكن تعريف الأمر كإهمال أو عجز. لكن مصيبتنا بدأت من هذين المصدرين – لم نعرف أن شبكة الشراء كانت مكشوفة، ولم ننجح بوسائلنا في اكتشاف وجود عبوة ناسفة. ولذلك، كانت النتيجة صعبة."

"نحن نتعافى ومستعدون – إذا هاجمت (إسرائيل)، سنرد"

في ختام المقابلة، رفض قاسم التطرق لقدرات الحزب العسكرية المتبقية بعد الضربة القاسية التي تلقاها: "لن أتحدث عن القدرات العسكرية، القوى البشرية أو النسب – كم بقي لنا وكم خسرنا."

لكنه أنهى المقابلة بتهديد واضح: "نحن في طور التعافي ونحن اليوم جاهزون. إذا هاجمت (إسرائيل) – هل سنقف ونشاهد؟ لا، سنقاتلها."

رغم أقوال قاسم، يُذكر أنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل نحو نصف عام – قامت (إسرائيل) بتصفية أكثر من 200 عنصر من حزب الله.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025