هل تراجعت احلام اسرائيل بترحيل الفلسطينيين؟

حضارات

مؤسسة حضارات

واللا
ترجمت حضارات 
آنا برسكي : 
 "الثورة توقفت: ترامب جمّد خطة تهجير مئات الآلاف من سكان غزة" 
رغم التوقعات بأن تدفع الإدارة الأمريكية قدمًا بخطة "ريفييرا غزة"، إلا أن هذا لم يحدث بعد. تُفيد التقديرات في الجانب الإسرائيلي بأن الخطة لم تكن أكثر من "عصا تهديد" استخدمها الرئيس الأمريكي قبل زيارته إلى السعودية – حيث وُقعت اتفاقيات بين الرياض وواشنطن.

مسؤول إسرائيلي كبير: "الانطباع لدينا أن ترامب لا يزال مهتمًا بالخطة".

في شهر فبراير، فجّر الرئيس ترامب قنبلة حين أعلن عن خطة تهجير طوعية من قطاع غزة. قال الرئيس الأمريكي حينها: "يجب إعادة تأهيل غزة لتُصبح ريفييرا الشرق الأوسط، بعد نقل جميع سكانها الفلسطينيين إلى مكان آخر." وقد أثار هذا الإعلان عاصفة في العالم العربي وفي أوساط منظمات الإغاثة الدولية، في ظل مخاوف من تهجير قسري لسكان القطاع. في أعقاب الإعلان الرئاسي، قُدّمت للإدارة الأمريكية خطة بقيمة تقارب ملياري دولار، تشمل إقامة "مناطق انتقال إنسانية" للفلسطينيين، داخل غزة وخارجها. الخطة تتضمن رؤية لاستبدال حكم حماس. وتم تصوير المخيمات بأنها "طوعية"، حيث يمكن للفلسطينيين "العيش مؤقتًا، الخضوع لإزالة التطرف، إعادة الاندماج، والاستعداد للانتقال الطوعي إذا رغبوا بذلك." لم تكتف (إسرائيل) بالترحيب بالخطة، بل شاركت بفعالية في الدفع نحو تنفيذها، وسعت لتطبيق خطة "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة إلى دول توافق على استقبالهم كلاجئين.

خطة التهجير – "عصا ضغط" ضد السعوديين

اليوم، بعد أقل من نصف عام على إعلان ترامب، يقول مسؤولون في (إسرائيل) إنه رغم التصريحات المؤيدة للخطة، فإن الولايات المتحدة تتلكأ ولا تعمل بالشكل الذي توقعته إسرائيل – أي أنها لم تُقنع دولًا بقبول أعداد كبيرة من الغزيين الذين قد يبدون رغبة بالهجرة من القطاع.

 وتُرجّح (إسرائيل) أن التحول في موقف واشنطن حدث بعد زيارة ترامب إلى السعودية في مايو الماضي. "بمعنى ما، استُخدمت خطة الهجرة كأداة ضغط على السعودية. بعد زيارة ترامب إلى الرياض وتوقيع اتفاقيات كبيرة هناك، تحسنت العلاقات بين واشنطن والرياض كثيرًا. 

وهناك انطباع في (إسرائيل) أن هذا أثّر سلبًا على استعداد الرئيس الأمريكي لدفع خطته فعليًا. هو لم يتخل عنها، بل جمّدها". وبحسب مصادر مطلعة على الملف، حاولت إسرائيل بعد إعلان ترامب إيجاد دول تستقبل الغزيين. لكن الجهود لم تثمر، ولم تُحقق إسرائيل أي نجاح ملموس بالتوصل إلى تفاهمات مع دول عدة. 

وفي الأشهر الأخيرة، غادر بضعة آلاف فقط من سكان غزة، لكن حجم الهجرة الطوعية لا يقترب من المتوقع.

"الانطباع السائد أن الرئيس لا يزال مهتمًا بالخطة"

يقول مسؤولون في (إسرائيل) إن الولايات المتحدة وحدها، بفضل أدوات الضغط والتحفيز التي تملكها، قادرة على تنفيذ المشروع وإقناع دول باستقبال عشرات أو حتى مئات الآلاف من الغزيين. وردًا على سؤال من "واللا" حول ما إذا كان ترامب لا يزال مهتمًا بتنفيذ الخطة، أجاب مسؤول سياسي كبير: "بعد لقاء نتنياهو وترامب، الانطباع هو أن الرئيس لا يزال مهتمًا بخطة الهجرة."

مع ذلك، ألمح هذا المسؤول إلى أن الرغبة وحدها لا تكفي، بل يجب اتخاذ خطوات عملية: "ما هو مطلوب هو تنسيق عملي – ليس فقط أهدافًا، بل كيفية تحقيقها. الرغبة موجودة. هذا الموضوع طُرح في كل واحدة من المحادثات الثلاث التي أجراها رئيس الوزراء يوم الاثنين: مع الرئيس ترامب، مع المبعوث ويتكوف، ومع وزير الخارجية روبيو."

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025