ترجمة حضارات
هآرتس :
نتنياهو لعائلات الأسرى: حماس ستُملِي مَن سيُفرَج عنه في الصفقة، والمفاوضات على إنهاء الحرب ستبدأ فورًا
في تسجيلات وصلت إلى صحيفة "هآرتس" من لقاء مع عائلات في واشنطن، قال نتنياهو إن التزامه تجاه الأسرى "مطلق". لكن، على خلاف أقواله، قال مصدران تحدثا إلى "هآرتس" إن القرار بشأن ترتيب الإفراج عن الأسرى بيد المستوى السياسي. مقر العائلات: نطالب بمعرفة مَن سيتخذ القرار.
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس (الأربعاء) لعائلات الأسرى إن حركة حماس هي التي ستُملِي قائمة المُفرَج عنهم في إطار وقف إطلاق النار الذي تُناقَش تفاصيله هذه الأيام. علمت "هآرتس" أنه في لقاء مع أقرباء الأسرى قال رئيس الحكومة: "حماس تنوي أن تُملِي ذلك، لا توجد لدينا قائمة"، وأضاف: "نحن نريد أن نصل إلى وضع تكون فيه موافقة على الإفراج، وبعدها سيعطوننا إشارات".
على خلاف أقواله، قال مصدران لـ"هآرتس" إن جهات تُعالج ملف الأسرى تنقل إلى محيط نتنياهو معلومات عن حالتهم الطبية ومعلومات استخبارية إضافية عنهم. أحدهما شدّد أيضًا على أن القرار بشأن ترتيب الإفراج عن الأسرى بيد المستوى السياسي. مصدر مطّلع على التفاصيل أكّد أيضًا أن وزارة الصحة شاركت في تقييم حالتهم الصحية.
ووفقًا لنتنياهو، فإن المفاوضات مع حماس على إنهاء الحرب ستبدأ عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وليس قُبيل نهاية الشهرين المحددين في البداية.
وقال: "نحن نتقدّم خطوة بخطوة، وآمل أن تكون لدينا بشائر قريبًا". وأضاف أن من وجهة نظره كل الأسرى الأحياء يُعتبرون "إنسانيين"، وأن التزامه تجاههم "مطلق". رئيس هيئة الأسرى، يارون كوهين، انضم إلى أقوال رئيس الحكومة وأوضح أن القائمة التي نُقلت إلى حماس "تتضمن كل الأحياء"، وقال: "كل العشرين مصنَّفين إنسانيين"، وأضاف: "نحن لا نريد أن ندخل في هذا، لا توجد فئات".
موضوع القائمة شغل العائلات كثيرًا في اللقاء، وقال أحدهم لنتنياهو: "هذا التوتر من الذي في الداخل ومن في الخارج، زوجتي لا تستطيع النهوض من السرير". وردّ نتنياهو: "نحن لا نعرف الآن مَن". ولاحقًا أضاف نتنياهو: "أنا أعمل من أجل هذا الأمر. إنها مهمة مقدسة. أنا أعلم أنكم تُعانون، وأحاول أن أتخيّل ما يمرّ به كل واحد وواحدة منكم الآن، ماذا سيحدث، مَن سيخرج أولًا ومَن ثانيًا – هذا عذاب". فردّ أحد الحضور: "أريد أن أعرف متى سيخرج الأخير، ابني يعيش في الهواء. ما تاريخ إطلاق سراحه؟". فأجاب رئيس الحكومة: "أنا لا أنوي التخلّي عنه. لا أستطيع أن أعطيك تاريخًا، لكننا سنعمل لكي يكون ذلك بأسرع ما يمكن. ابنك وأبناء آخرين أيضًا".
وقال نتنياهو إنه يتحدث في موضوع الأسرى مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب بشكل يومي. وقال: "يجلس سبعة أشخاص من جانبنا وستة من جانبهم. المحادثات مُسجَّلة وموثَّقة، ويومًا ما ستُنشَر ويُقارَن ما قيل فيها مع ما خرج للخارج، وسيندهش الناس"، وأضاف منتقدًا التقارير الإعلامية بشأن المفاوضات: "لا أستطيع أن أُحارب الهراء والأكاذيب التي تُنشَر، لا وقت لدي لذلك".
وردًّا على سؤال أحد أقرباء الأسرى عمّا إذا كان نتنياهو لا يعتقد أن الدولة أخطأت حين لم تُفرِج في حينه عن كل الأسرى دفعة واحدة، أجاب: "لم تكن هناك إمكانية. أيضًا هنا كل هذا هراء. يومًا ما سيُنشَر كل شيء وستَرَون. لا أحد لا يريد أن يُفرَج عن الجميع معًا. هناك الكثير من المعلومات المضلِّلة والتسيس".
بعد نشر التسجيل في صحيفة "هآرتس"، قال مقر عائلات الأسرى: "ثمن صفقة أخرى تشمل الإفراج عن جزء فقط من الأسرى لا يُطاق، ومعناه استمرار التعذيب القاسي للأسرى ولأفراد عائلاتهم. مقر العائلات يوجّه مطلبًا للحصول على معلومات كاملة حول كيفية اتخاذ القرار مَن من بين الأسرى سيُفرَج عنه الآن، ومَن سيُترَك للاستمرار في المعاناة والخطر الفوري على حياته في أسر العدو". ووجّه المقر نداء إلى الحكومة لمعرفة مَن هي الجهات التي ستُقرّر القائمة، وما هي المعايير التي سيتم وفقها تحديدها. وأشارت العائلات إلى أنه إذا لم تتلقّ أجوبة على أسئلتها حتى يوم الإثنين، فسيضيفون هذه المطالب إلى الالتماس الذي تم تقديمه بالفعل ضد الحكومة إلى المحكمة العليا.