موقع N12
ترجمة حضارات
نِتسان شافيرا :
الخط الأحمر الإسرائيلي: البقاء في صِير موراج حتى بعد وقف إطلاق النار
في خضم المفاوضات بين (إسرائيل) وحماس حول اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، أصبح محور موراج نقطة الخلاف الرئيسية وربما الأخيرة، التي تُعيق التوقيع على الصفقة.
فبينما تطالب حماس بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من جميع أراضي القطاع، تفيد تقارير بأن (إسرائيل) وضعت خطًا أحمر: الاستمرار في التمركز بمحور موراج حتى بعد وقف إطلاق النار.
ما هو محور موراج ولماذا هو مهم بهذا الشكل؟
محور موراج هو ممر عسكري أُنشئ في أبريل 2025 ضمن إطار عملية " (شجاعةوسيف)، يمتد عبر جنوب قطاع غزة بين خان يونس ورفح، بطول يقارب 12 كيلومترًا وعرض يصل حتى 1.5 كيلومتر.
في الأشهر الأخيرة، تحول هذا الممر إلى حدٍّ عملي داخل القطاع، ويُشكّل حصارًا مستمرًا على مدينة رفح، ويعزل ألوية حماس في رفح وخان يونس، فوق وتحت الأرض.
يسمّى هذا الممر بـ"فيلادلفي الثانية"، نسبةً إلى ممر فيلادلفي الأصلي جنوب القطاع، الممتد بين رفح الفلسطينية والمصرية، والذي يقيّد تحركات حماس وتهريب السلاح من سيناء. وتهدف السيطرة على هذا المحور إلى قطع الاتصال الإقليمي بين خان يونس ورفح، وترسيخ وجود الجيش الإسرائيلي جنوب القطاع.
وعلى عكس ممر فيلادلفي – الذي قالت المؤسسة العسكرية سابقًا إنها قادرة على التعامل بدونه، لكن المستوى السياسي أصرّ عليه – فإن الجيش يرى في محور موراج "حاجزًا عملياتيًا" يسمح برد سريع، واكتشاف بنى تحتية( إرهابية)، والحفاظ على ضغط دائم على التنظيمات المسلحة، حتى في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار.
من منظور إسرائيلي، السيطرة على الممر تعني:
عزل منطقة رفح، منع التواصل الجغرافي بين أجزاء القطاع،الإبقاء على تهديد دائم لحماس جنوبًا.
الجيش يعتبره وسيلة لتعزيز الضغط العسكري، وسيظل قائمًا حتى لو تم التوصل إلى اتفاق.
أما على المستوى السياسي، فتعني السيطرة على محور موراج "الاحتفاظ بقدم داخل الباب" – أي ضمان حرية التحرك العسكري الإسرائيلي حتى في عهد وقف إطلاق النار.
وبالتالي، فإن إسرائيل لا ترغب بالتخلي عن السيطرة على المحاور الاستراتيجية، وفي مقدمتها محور موراج، حتى لو أدى ذلك إلى تأخير الصفقة.
يُوضح الجيش أن الممر لا يوفّر فقط سيطرة أمنية، بل أيضًا مرونة عملياتية: إذ يمكن عبره إرسال قوات إضافية ومنع عودة مقاتلي حماس إلى رفح. وبالواقع، أصبح محور موراج حدًا داخليًا يفصل بين مناطق في القطاع، وترغب إسرائيل في الإبقاء عليه على حاله، إلى أن تُضمن آليات رقابة وانتشار دولي مستقبلًا.
من جهة حماس، تُعتبر المطالبة الإسرائيلية إنجازًا سياسيًا خطيرًا، لأنه سيمنعها من إعادة ترميم سلطتها جنوب القطاع. ووفق تقارير، فإن حماس ترفض تمامًا بقاء الجيش الإسرائيلي في محور موراج، وهو ما قد يُفجّر الاتفاق قيد التشكل.